أماه
عيناك توقض في فؤادي الماضي الأليم عيناك تزعج هدوء قلبي
الجريح عيناك تفتحان حصون بنيتها في ماضي السنين
أماه أ أنساك ؟ و كيف أنسى ؟ غروب الشمس تلفح خد ك الباكي حين أتألم أوحين أسقط من عثرة أو حين أغيب . أماه أنساك ؟ ...وأنت التي كم سهرتي الليالي تحرسين حركة يداي وهي تتسابق إلى فمي تارة وتارة
أخرى تتلاعب بأعضاء وجهي وأنت أماه تخافين حتى من خربشة وجهي
بأظافري اللينة . وهل أنساك يا أماه ؟ كيف ؟ وقلبي يهواك ويحبك. أأنساك ؟ وقد جئتك اقبل يدكي وامسح بها على خدي وأجلس في حضنك أماه لم أنساك وكيف أنساك؟ وأنت التي تسامحيني كلما ضاقت بي الدنيا
حتى وإن عضمت ذنوبي وأبعدتني عنك أعود إليك فأنت أمي التي أحب أن أعيش في واحة حنانها الواسعة لتعطي لي الدفء والحنان .
أنساك ؟ حتى وإن تناسيت فهل أنسى سهرك الليالي الطويلة جالسة بجنبي وأنا أراجع دروسي تنظرين إلي نظرة أمل كيف أكون ذخرا لكي وعندما يتسلل النوم إلى عيناي تغطيني بهدوء ثم تقتربين من المصباح وتخيطين ثيابي دون أن تزعجي أحد . أأنساك يا أماه ؟
وكيف أنسى فرحتك يوم نجاحي وأنت تولولي في نشوة من السعادة توزعين الحلوة دون أن تبالي بتعب النهار وشقاء الأولاد .
فدعيني ألامس حضنك الدافئ وأتكئ على صدرك يوم كله أو عام أومابقي من العمر كي يسري حنانك في عروقي سريان الماء في الورد .
دعيني أقلب تجاعيد وجهك كي أقرأ فيها شقاء الأيام وما فعله بك عبر دروب الحياة .دعيني أقلب ضفائر شعرك التي كم عانت من النسيان وأنت لاهية براحة الأولاد .دعيني أمسح بكفي عيناك من أثر الدموع من فرحة أو من حيرة كلما ضاقت بكي الأيام .
أأنساك يا أماه ؟