في الثالثة فجرا تماما ... نزلت الدرج مسرعة ... وجيوش الظلام تطاردني ... " هل كان حبك لي حلما ؟ " .. وصلت الى نهاية الدرج وتوقفت ... استجمعت أنفاسي ... لملمت أشلائي المبعثرة ... أحكمت الأغلال والقيود ... تأكدت من الطوق ال>ي يحيط بعنقي ... ابتسمت ابتسامة لا لون لها ... أسدلت الغطاء على وجهي وخرجت ...
" هل كان حبك لي حلما ؟ " ...
نظرت يمينا و شمالا ... شمالا و يمينا ... رأيت العربة قادمة من بعيد ...
" آسف لتأخري يا أستاذة "
دخلت العربة ... جلست على المقعد بهدوء ... وضعت حقبتي بجانبي ... دفاتري .. وأوراقي .. دفعت بأفكاري في كل اتجاه .. ولكن .. " هل كان حبك لي حلما ؟ "
" آسف لتأخري يا أستاذة "
نعم .. كان حبنا حلما .. وما أجمله من حلم .. دعنا نعيش الحلم .. هل كتب علينا أن نحرم حتى من الأحلام ؟!
أحس بالنمل يمشي على جسدي .. بدأ من كعب قدمي .. وخرج من أذني ...
" هل كتب علينا أن نحرم حتى من الأحلام ؟ " ..
ما زال النمل يتمشى على جسدي .. أغمضت عيني .. لأراك تسمو إلى الأعلى .. رفعت رأسي .. و أنا مغمضة العينين .. ورأيتك تمشي فوق السحاب .. و تغني أغنية حلوة طالما رددناها .. تمد يديك إلي .. ووجدتني أمد يدي التي لم يصلها النمل بعد .. أمد يدي أكثر .. فجأة سمعت صوت فحيح العجلات على الإسفلت ساخنا .. عاليا .. صاخبا .. وصوت ارتطام قوي .. فتـحـت عـينـي لأجدنـي معـك ..