لقد تقدم علم الفلك في العقود الأخيرة تقدماً ملحوظاً وأخذ يستجر الخلاصة الأهم من كل علم. نستطيع أن نقول إن العلوم الأخرى الآن تذوب وتتحد في علم الفلك والعلوم الكونية المعاصرة. يلاحظ المراجع لهذا العلم أنه يذخر بتقاصيل كثيرة قادمة من علوم مختلفة. بات علم الفلك محصلة لتلك العلوم. ولما كان القرن الحادي والعشرون قرناً كونياً بكل ما تعنيه الكلمة من معنى، أصبح تبسيط هذا العلم ونشره على أوسع الشرائح من غير المتخصصين ضرورة أساسية لأن الجميع غدوا يواجهون المصطلحات الفلكية عبر حياتهم اليومية. يقدم كتابنا لهذه الحلقة صورة مبسطة وموجزة تخلو من الحسابات الرياضية والقوانين الفيزيائية المعقدة بما يمكن القارئ من تكوين صورة اجمالية عن الإنجازات الراهنة لعلم الفلك. ألف الكتاب الأستاذ نصر حسن حيدر:
تتوزع مادة الكتاب في عدد من الفصول المبسطة والقصيرة. فبعد المقدمة نقرأ عن علم الفلك بين الماضي والحاضر حيث يطل الكتاب على عرض سريع لعلم الفلك القديم وينتقل إلى التلسكوبات الضخمة المعاصرة. أما الفصل الثاني فقد خصص لقصة الطيران وارتياد الفضاء. تتصدر الفصل عبارة تسيولكوفسكي مؤسس علم الفضاء المعاصر "ان الأرض هي مهد العقل لكن الإنسان لا يستطيع أن يعيش في هذا المهد إلى الأبد" يتحول الفصل من محاولة ديدالوس اليوناني إلى عباس بن فرناس ثم ليوناردو دافنشي الذي درس الطيور أثناء تحليقها وقام برسم عدة أشكال لها ولقد تخيل آلة طائرة بجناحين خفاقتين ووضع تصميماً مفصلاً لآلة طيران إلاّ أنه لم يقم ببنائها. كانت المناطيد أسبق من الطائرات. حلقت أول طائرة من صنع الأخوين رايت عام 1903. أما الوصول إلى منصة الفضاء فلم يكن أمراً سهلاً إذ استوجب نمطاً مختلفاً من الدفع. ان أول كاتب مزج العلم بالخيال كان سورياً انه (لوسيان). يذكر في كتابه التاريخ الحقيقي الذي يعود إلى سنة (160م) أن جماعة من خمسين شخصاً يمخرون عباب المحيط واجهتهم عاصفة هوجاء كوّنت عموداً من الماء رفع السفينة من سطح البحر حتى أوصلها إلى القمر ولسوء الحظ كانت تجري حرباً طاحنة بين شعب القمر وسكان الشمس ووصف الكاتب الخصائص التي يتمتع بها سكان القمر بطريقة مثيرة وجذابة. من الجدير بالذكر أن رواية لوسيان رافقت الأخطار التي أطلقها العلماء الإغريق حول القمر كونه جسماً صلباً مثل الأرض نقرأ في نفس الفصل عن انطلاق أول إنسان إلى الفضاء وهبوط أول رائد فضاء إلى سطح القمر. عنوان الفصل الثالث "كيف نراقب السماء". يوجز الفصل موضوع الاحداثيات السماوية كما يتحدث عن مراقبة الكسوف وكوكب الزهرة والشهب. يتناول الفصل الرابع التلسكوب الفضائي هبل بشيء من الإسهاب حيث يتطرق إلى اطلاقه وإلى عمليات الصيانة التي جرت عليه في مداره حول الأرض وإلى انجازاته واسهامه في اغناء الفلك والكونيات. عرّف المؤلف في الفصل الخامس بعض المصطلحات الأساسية مثل : الفضاء – المجرات – النجوم – السدم – الكوازرارات – الثقوب السوداء .
يتناول الفصل السادس نظريات أصل الكواكب، بينما يتحدث الفصل السابع عن المجموعة الشمسية من خلال عدسات المركبات الفضائية. خصص الفصل الثامن للشمس نقرأ في الفصل عن بنية الشمس وعن رحلة الشمس من الولادة الملبدة بالسحب إلى الخمول المتجمد. يستعرض الفصل التاسع كواكب المجموعة الشمسية بدءاً من أقرب كوكب للشمس عطارد وانتهاء بالكوكب الأبعد بلوتو. يمر الفصل على معلومات هامة تتعلق بالقمر كما يقدم تفاصيل مهمة عن حزام الكويكبات بين المريخ والمشتري. تعتبر المذنبات والشهب والنيازك من المكونات الهامة للأسرة الشمسية لذا قام المؤلف بكتابة الفصل العاشر للتطرق إلى كل المعلومات المتعلقة بهذه المكونات. الفصل الحادي عشر فصل طريف وممتع يلفت نظر القارئ إلى الظواهر المرئية والمسموعة في الغلاف الجوي والفضاء الخارجي. الشفق القطبي من أهم الظواهر البصرية في الغلاف الجوي كذلك قوس قزح والهالات حول الشمس والقمر والرعد والبرق والخسوف والكسوف وظاهرة الصفير وسواها. نتوقف على سبيل المثال وليس الحصر عند ظاهرة البياض المتألق حيث تنعكس أشعة الشمس من الجليد إلى الهواء لتعطي لمعاناً متساوياً إلى الثلج والهواء والجو فتنعدم الفروق بين الأرض والسماء فلا ظل ولا أفق يشعر الطيار أثناء تحليقه في مثل هذا الوسط كما لو أن طائرته قد تعلقت في بياض فارغ ومن المحتمل أن تتحطم حينما يحاول الهبوط في هذا النور الفارغ المخيف. ينتقل الكتاب في فصله الثاني عشر إلى الأشعة الكونية القادمة من الشمس وأعماق الفضاء. يعود الفصل الثالث عشر إلى عدد من الحوادث الكونية التي تركت ندوباً كانفجار سيبيريا عام 1908 وتحطم نيزك في أريزونا من عشرين ألف سنة – السؤال المثير والمدهش البحث عن حياة ذكية خارج النظام الشمسي نجد بعض جوانبه في الفصل الرابع عشر. ما هي حقيقة الأطباق الطائرة، يجيب الفصل الخامس عشر بشكل إجمالي عن هذا التساؤل المربك. الموضوع المطروح على ساحة واسعة في عصرنا: التنجيم، ينفيه وينقضه الفصل السادس عشر من الكتاب. يستعرض الفصل السابع عشر بعض الكوارث التي حلت بمركبات الفضاء أما الكوارث الطبيعية مثل انقراض الديناصورات فقد تم تلخيصها في الفصل الثامن عشر. ماذا قدم على الفلك : عنوان الفصل التاسع عشر والأخير من الكتاب. يقدم المؤلف اسماء المراجع التي اعتمدها في نهاية الكتاب