في واحدة من أهم انجازات التلسكوب الفضائي الأوروبي هيرشل تمكن العلماء من معاينة فريدة للنجم الرئيسي لمجرة الكلب الأكبر. حيث تم تحديد اصناف الجزئيات والذرات التي تحلق حول النجم الذي يعتقد ان حجمه قد يزيد بـ25 ضعفا عن حجم كوكب الشمس.
التلسكوب الأوروبي المتطور الذي بدأ العلماء باستخدامه بعد إطلاقه الى الفضاء في أيار الماضي تمكن من إخضاع المجرة الى تحليل طيفي دقيق.
يشار الى ان مجرة الكلب الاكبر تبعد نحو 4500 سنة ضوئية عن الارض وقد تنفجر في اي وقت، اما النجم الذي يتوسط مجرة الكلب الاكبر، فقد اكتشفه العلماء منذ نحو 200 عام وكانوا قد سموه العملاق الاحمر وهو نجم متطور جدا يستنفد وقوده النووي.
وقد اظهرت ايام هذا النجم الاخيرة انه يصدر غازاً وغباراً من بينها الكربون والاوكسيجين والنيتروجين تنبعث في الفضاء على شكل مواد أولية تنتهي بلعب دوراً في تكوين كواكب جديدة، ومن الممكن ان يؤدي ذلك يوما ما الى حياة جديدة في مكان آخر ضمن المجرة.
وقد صمم هيرشل وعدل بشكل يسمح باجراء تحليل معمق للمواد المنبعثة من النجم حتى لو كانت على مسافة بعيدة جدا منه ومنتشرة في الفضاء.
البروفسور مات جريفين من جامعة كارديف في بريطانيا قال: إن أول اوكسيد الكربون هو أكثر ما كان بالإمكان رصده من خلال عمليات المراقبة التي أجريت بواسطة التلسكوب الفضائي هيرشل.
اما ثاني المواد التي يمكن بسهولة رصدها من خلال عملية المراقبة فهي المياه، وتجدر الاشارة هنا الى ان المياه هي من اكثر المواد والعناصر التي يستخدمها علماء الفضاء كمعيار رئيسي في التحاليل لانها تعطي فكرة عن التفاعلات الكيميائية والفيزيائية للغازات.
ويضيف جريفين انه لا يمكن رصد المياه في الفضاء ابتداء من الارض ولذلك، فمن الاجدى محاولة رصدها من الفضاء.
يشار الى ان النتائج الاولى لمهمة هيرشل ستبدأ فعليا خلال الاسابيع المقبلة، لكن القائمين على عمل هيرشل يرون ان الامور تجري على ما يرام اذ قال جوران بيلبرات وهو احد العلماء المشاركين في المهمة بان المشروع يتقدم وان كل شيء حتى الآن يعتبر جيد جدا.